الأرشيف

العلل والبلاوي فيما قاله النحلاوي
تابعنا بإهتمام ما قاله السيد عبد الكريم النحلاوي على قناة الجزيره حول الاحداث التى سبقت ورافقت وتبعت إنفصال سوريه عن مصر في الستينات من القرن الماضي ، ذلك الانفصال الذي لعب فيه النحلاوي ورفاقه من الضباط السوريين السنه دورا بارزا . ومن خلال تلك الوقائع التى رواها والتى لا يعرفها الكثير من الجيل الحالي ممن ولدوا أثناء تلك الفتره أو بعدها ، نستطيع الوصول الى نتيجة مرّة قاسيه وهي أن الشقاق والفرقه والتناحر كان هو السمه الغالبه على تصرفات السوريين من أبناء السنّه في سوريه ،الامر الذي مهّد السبيل بسهولة نسبيه الى وصول الضباط العلويين الى السلطه لاحقا ، وطردهم وإبعادهم لجميع الضباط السنه المؤثرين والفاعلين وإستبدالهم بأخرين منهم مما شكّل العامل الاساسي لوصول حافظ اسد الى وزارة الدفاع وهزيمة 1967 ، وما تلاها من وصوله الى السلطه الكامله بعد عام 70 وإرتكابه أبشع المجازر في حماه وتدمر وكل المدن السوريه ، قبل ان يستقر له الحكم على نهر من دماء الناس ، ثم تتويج ذلك بتوريث الحكم لولده من بعده تماما كما يورّث الاب لابنه أي متاع أو أرض أو دواب أو آليات ، بغضّ النظر عن رأي الشعب في ذلك التوريث .
أسوأ ما في الامر في ذلك هو ما جاء في رواية النحلاوي عن رفض محافظة حلب الركون والانصياع لضباط الانفصال بالرغم من كل الممارسات السيئه التى مارسها عبد الناصر والمصرييين وإستغلالهم البراءة والعاطفه والاندفاع من السوريين العسكريين والمدنيين للوحده ، ولكن رفض حلب الركون للانفصال وقيام الضباط الدمشقيين بقصف إذاعة حلب المواليه لعبد الناصر وقتها ، يشير بوضوح الى مدى من التفكك والتناحر الذي ساد بين حلب ودمشق في تلك الفتره وما تلاها مما مهّد الطريق لدخول الطائفيين على خط الخلاف القائم وإستغلالهم إنشغال الحلبيين والدمشقيين بتصفيه خلافاتهم ليدقوا ذلك الاسفين بينهم ويفرقوا الكلمه التى أدت الى كل الويلات التى نراها اليوم .
ويمكن من خلال ذلك فهم ما حصل من إنشقاق وخلاف في السبعينات بين إخوان حلب بقيادة المرحوم عبد الفتاح أبو غده ، وبين أخوان دمشق بقيادة الاخ عصام العطار ، لنعرف أيضا أنه حتى الاسلاميين السوريين منقسمين بين حلب ودمشق ، أما حماه وحمص وإدلب وغيرها فقد وقعوا ضحية لذلك الانشقاق الكبير والتناحر والتآمر ا ن صح التعبير بين الفريقيين الذي رافقه أيضا تنافس وتطاحن بين السياسيين .
وكخلاصة للامر الا يحق لنا ان نستنتج ان ابناء السنه في سوريه وبشكل خاص الحلبيين والشوام يستحقون ما حاق بهم من قتل وتدمير على أيدي حافظ أسد وصلاح جديد ومحمد عمران ومن بعدهم رفعت الاسد وعلى دوبا وعلى أصلان وعلي حيدر وغازي كنعان ؟ الا نستحق جميعا مثل تلك المصير لاننا لا نحترم بعضنا ولا نحب بعضنا ولا نقدر لؤم وغدر ابناء الطائفه العلويه علينا وحقدهم وتربصهم لخلافاتنا ليضربوا ضربتهم المسمومه التى تفذت الى باطن أحشاء الجسد السوري ومزقته ذلك التمزيق.
لماذا نعيب على حافظ أسد ونعتب عليه اذا كان بن حلب يحفر الحفره ليقع فيها بن دمشق ، واذا كان بن دمشق بالمقابل لا يحترم ابن حلب ولا يعطيه ما يستحق من حقوق ؟ أليس عارا وشنارا علينا جميعا أن نتعامل مع بعضنا بها الاسلوب الي لم ينج منه حتى الاسلاميين الداعين الى توحيد الامة كلها تحت كتاب الله وسنة رسوله ، أن يفشل حتى الاسلاميين السوريين بتوحيد صفوفهم وهم يتلقون الطعنات والضربات من النصيريين المجرمين ؟ تصور أنك تقطر دما وتنزف من الالم بينما لا يمد أخوك يده إليك ويتركك لمصيرك مع أناس لئام قساة عتاة يحقدون عليك وعلى أخيك وجدك وإبن عمك وكل عشيرتك وملتك ؟ أفلا نستحق ذلك المصير إذا كنّا وما زلنا بتلك الفرقه المهينه والتشرذم والتناحر ؟ حتى الامس القريب قبل سنين قليله ونحن في الغربة والنفي والسجون فإن قيادة الاخوان الحلبيه للبيانوني رفضت بشده قبول أفراد شباب تطوعوا للعمل كجهة معارضه للنظام في الخارج ، فلم يقبلوا بهم ولم يتعاونوا معهم ولم يمدّوا لهم يد الاخوّه المطلوبه، والسبب لانهم ظنوا فيهم امتدادا او فرعا من اخوان دمشق السابق تحت قيادة الاخ عصام العطار ، او لانهم خافوا ان ينافسهم على الساحة الاسلامية السوريه ، بالرغم من دخولهم في تحالفات عريضه مع جهات هي بالتاكيد أبعد عنهم من اولئك الشباب ، ولكن تلك العقده المناطقيه التى ترسم وتقيد وتحدد وتبرمج أفكار وتصرفات السوريين الاسلامينن وغير الاسلاميين من السنه ما زالت موجوده لذلك فنحن ما زلنا نستحق المزيد من الازدراء والاحتقار من بشار الاسد ومن أزلامه الاوغاد .
اذا كنّا – أبناء السنه السوريين – لا نعطف على بعضنا البعض ولا نشد الوشائج بين بعضنا البعض ولا نوحد كلمتنا وجهدنا بصدق للتخلص من نظام بشار الاسد المجرم فإننا جديرين ومستحقين لكل ما يفعله الكلاب الطائفيون بأبنائنا وبناتنا وشيوخنا في السجون ، إذا كانت عقلية الحلبيه والشاميه والحمويه ستظل تحكم تصرفاتنا في عصر العولمه والقريه الكونيه حيث توحدت أوربه كلها وفتحت حدودها ، بينما يظل الحموي ينظر بعين الريبه الى تصرفات الحلبي ، ونفس الشيء بين الدمشقي والحمصي أو إبن حوران او دير الزور، وكلهم مسحوقون وكلهم فقراء وأبناؤهم جهلاء ومهجّرون ومنفيّون ، فإننا نستحق أكثر مما حصل لنا من العلويين شذاذ الافاق السفله ، إذا كنّا لا نرحم بعضنا فلا يحق لنا أن نطلب الرحمة من جلادينا وأعدائنا الطائفيين ، إذا كان الشيخ ال

وقفة عز وشموخ يقفها البعثيون لاول مره

لاول مره نشعر أن البعثيين السوريين أصحاب نخوه وحميّه وعندهم تلك الغيره على سمعة بلدهم ، كانت الطائرات الاسرائيليه تصول وتجول فوق دمشق واللاذقيه ودير الزور وتقصف ما تشاء وتلعب في أجواء لبنان ، والبعثيون في سبات عميق لا صوت لهم ولا لون ولا طعم اللهم الا الرائحة العفنه المتفشيه من مواخيرهم ، وكان الشعب وما يزال تداس كرامته كل يوم وتنتهك حرمات بيوته في الفجر ، وتعتقل النساء لشهور وسنين ويجبر الالوف على العيش في المنفى لعقود ، والبعثيين هم من يفعل ذلك وهم المسؤولون عنه ، وكان الفساد واللصوصية والسرقة والنهب وما زال ممارسات يوميه للنظام وحاشيته ، بينما حزب البعث شريك وشاهد ومشرع لكل تلك الممارسات ولا ينكر أحد ذلك ولا ينتقده أحد ، كل ذلك معروف ومشهود وموثق ومبرمج في سياسات الحزب وبرامجه الداخليه : ذل أمام العدو وتخاذل وإستجداء للصلح معه ، وشراسة وبطش ضد الشعب السوري على مدى أربعة عقود من تاريخ سرقة البعثيين ومن ورائهم الطائفيين السوريين للارض والانسان والتاريخ في سوريه .

اليوم فقط نكتشف أننا كنّا على خطأ وعلى وهم كبير وأن البعثيين ليسوا كذلك : اليوم وبعد –الاعتداء الاثم – من قناة الجزيره من خلال أحمد منصور على الكرامه والشهامه والعزّه السوريه نجد البعثيين ينتفضون أبطالا في وجه تلك القناة المغرضه التى تتجنّى على سوريه الصامده الممانعه القلعه الكبيره في وجه العدو ، ينتفض البعثيون إنتفاضة الاسد الهصور ويطالبون بإستقالة أحمد منصور بينما حليفهم ووكيلهم في قناة الجزيره فيصل القاسم يبث من على نفس القناه كل ما يهين أمتهم وأجدادهم ويسفّه تاريخهم وينتقص من كرامتهم المرة تلو المره تلو المره وهم في سبات عميق يشبه ويطابق سباتهم وقت صولات الطيران الاسرائيلي فوق رؤوسهم العفنه .

اليوم فقط نكتشف أننا كنا على خطأ ، وأن تقييمنا لهم غير صحيح فقد تبين بعد تلك الغضبة العمريه على قناة الجزيره ، تبين أنهم شرفاء أمناء على الواجب وان الالوف التى سحقوها وقتلوها وشردوها في سوريه لم تكن الا ثمن وقفة العز والصمود التى يقفها البعثيون في وجه العدو .

ماذا يعني لو تشرد ربع مليون سوري اذا كانت النتيجه ان النظام صامد وراسخ ومتحدي ؟ ماذا يعني ان يموت عشرون الفا او ثلاثون او اربعون في السجون ، وان تنتهك أعراض النساء اذا كانت النتيجه ان البلد شامخ وعنيد وسوف يسحب احمد منصور من ربطته ليلقيه خارج قناة الجزيره ؟ ماذا يعني أن تحوم بعض الطائرات الاسرائيليه فوق القصر الجمهوري اذا كان الرئيس بطلا شجاعا يدوّخ العدو في مواقفه ؟

من اليوم يجب أن نعيد كل حساباتنا تجاه البعثيين : لقد أثبتوا بوقفتهم ضد احمد منصور أنهم فعلا أهل للثقه وأهل للكرامه وأهل لكل تلك المواقف الكبيره التى وقفوها خلا ل الحقبه الماضيه وأنهم فعلا عندهم ذره واحده من الشرف كما لم نكن نتوقع من قبل .

علي الاحمد

ابواق النظام تنطلق ضد احمد منصور

انطلقت العديد من الابواق السوريه الوسخه تدين احمد منصور الاعلامي المصري في قناة الجزيره بسبب كلمات رددها اثناء برنامج شاهد على العصر الذي بثته قناة الجزيره مؤخرا ينتقد فيها ما ظهر من تقلبات في مواقف الشعب من عبد الناصر والوحده وما حصل في تلك الحقبه من احداث بدت له وكانها تناقض في المواقف ما بين حمل سيارة عبد الناصر على الاكتاف وما بين قيام بعض الضباط بالانفصال عن الوحده مع مصر .

وكنت تابعت البرنامج بإهتمام لما فيه من معلومات حول تسلسل الاحداث التى سبقت وتلت الانفصال والاسباب التى قادت سوريه للوقوع في يد الطائفيين العلويين ، ورأيت ما قاله احمد منصور عن الشعب السوري ، ولكن لم الحظ انه كان ينوي الاساءه بقدر ما هو اسلوبه في تحليل الاحداث والتناقض المبرر في مواقف الناس فهم يطمحون للوحده بينما هالهم حجم الاخطاء والتصرفات المتعاليه من المصريين ومن عبد الناصر الصنم الذي رفع نفسه الى مرتبة الالوهيه بحيث ينتظر الوزير السوري اربعة شهور ليحظى برويته هذا ان حصل ذلك .

المثير هنا هو ان تلك الابواق من البعثيين والاعلاميين السوريين المعروف عنهم الخرس والعمى والطرش وكل عاهات بني آدم لأن المسموح الوحيد لديهم هو تمجيد الصنم البعثي والإله الذي يعبدوه في نظام البعث ، لم نسمع لهم همسة واحده في يوم من الايام عن اي شيء يحدث في العالم بسبب البئر الذي وضعهم فيه البعث فهم لهم عين تبصر وليس لهم لسان ينطق ابدا ، اللهم الا في مثل تلك المواقف التى يأخذون فيها أمرا تنفيذ مهمه من أجهزة الامن قبل تلفظ اي كلمه .

قبل يومين فقط ، الثلاثاء الماضي ، ظهر على نفس القناة بعثي حقير سافل منحط لا يعرف أي قيمة ولا أي خلق أسمه نضال نعيسه لا نعرف اسم عائلته لانه منسوب لامه ، ظهر يسب الاسلام والعروبة ويصف أمتنا بالجهل والتخلف وأننا بدو أتينا من وراء الجمال لا نفقة شيئا في التاريخ ولا في العلوم ولا نعرف الا شيء واحدا هو ما اسماه إرضاع الكبير وبول البعير ، وكال مختلف انواع السباب والشتائم ، ولم نر علي جمالو ولا مواقع البعثيين ولا صحيفة ما يسمى الوطن المنهوب والمسروق والمسجل في الطابو باسم عائلة الاسد ومخلوف ، لم نر أي منهم فتح فمه بكلمة واحده لان فيصل القاسم مقدم الاتجاه المعاكس وضيفه الحقير نعيسه يعملون لصالح الحلف الايراني البعثي ولانهما ينفذان المخطط الفارسي على ارض سوريه من تشييع وتدمير للمجتمع وللانسان بينما احمد منصور صاحب الاتجاه الاسلامي فانهم يحاسبوه على كل كلمه وتثور كراماتهم الكاذبه التى لم نسمع بها يوما ضد تصرفات أجهزة الامن التى تعتقل الكبار والصغار والحريم والبنات وتهين الامة كلها بتلك التصرفات .

الان فقط عرفنا ان تلك الابواق حساسه ومرهفه وتفقه ما يقال في الاعلام بعد ان كنا نظنهم خرسا وعميا وطرشا وصما لا بفقهون ولا يعرفون ما يدور حولهم ، الان فقط عرفنا ان لهم كرامه وعزه ونخوه وأنفه ، اليوم فقط عرفنا أن لهم أقلام ولهم مواقف ولهم جرأه على فتح أفواههم …. ما شاء الله …. تبار ك الله … لا قوة الا بالله …. تخيلوا بعثي وله كرامه ؟؟؟ بعثي ويستحي ؟؟؟ بعثي ويستطيع أن يتفوه بكلمه ؟؟ بعثي يعرف أن للشعب كرامه ؟؟؟ بعثي يدافع عن كرامة شعبه المسحوق في السجون والمنافي ؟؟

نرجو أن يكون ما حصل من أحمد منصور قد حفّز فيهم النخوه والكرامه وصاروا يهتمون بما يحصل من إهانه لشيوخ سوريه وشبابها في السجون ، وان يعرفون ما يقوله عنهم وعن اجدادهم السافل نعيسه ، وان يعرفون ما يفعله فيصل القاسم في برنامجه من خلال وفاء سلطان وضيوفه المعروفين بحقدهم ولؤمهم على هذه المه وعلى تاريخها .

وكما يقال عش رجبا ترى عجبا ….اخر الزمان …. بعثي وفيه نخوه …تخيلوا !!!!

علي الاحمد

بشار الاسد يتحدث عن السلام وعن واسرائيل

في مقابله للرئيس السوري الوريث لوالده والحاكم بأمر ه في دمشق الصامده ، الرئيس المثقف المتحضر الراقي الذي يحصد نسب عاليه من اصوات الناس عندما يقارن بغيره من الرؤساء والملوك ، طويل القامه طبيب العيون المهيب الفريق العماد الركن ، كل تلك الاوصاف التى يعرف بها ، والذي تمكن من خداع ملايين العرب بانه الممانع المقاوم الوحيد الباقي في وقت تخاذل فيه الاخرون وتخلوا عن طريق النضال .

المهم هنا ما جاء في آخر مقابله له من على قناة المنار الناطقه بإسم الحلف الايراني السوري العنصري الطائفي الحاكم في دمشق ، صرح بما يلي في سياق حديثه عن الحرب والسلام واسرائيل فقال 🙁 وتابع “نحن امام عدو لا يفهم سوى لغة القوة حتى الان ومتفقون ان السلام على ما يبدو في المدى القريب لا يبدو قادما الى المنطقة. ) انتهى

لغة القوه التى يقصدها بشار هنا هي أن اسرائيل دولة تعتمد على قوتها العسكريه في فرض أمرو اقع على المنطقه ، وتفرض قانون البقاء للأقوى وللأقدر على سحق خصومه ، في حين أنه هو : الرئيس الشاب المثقف قائد سجون عدرا وصيدنايا وتدمر والمزه والمعتدى على النساء الحرائر في سوريه والحاكم بأمره الذي يحكم بالحديد والنار والأحكام العرفيه ، هو لا يفعل ذلك أبدا ولا يستخدم لغة القوة والبطش في وجه أبناء سوريه ممن لا يقبلون بممارساته التعسفيه القمعيه ، هو يختلف عن إسرائيل تماما بحسب ما يزعم هنا .

أما إذا كان يقصد أن إسرائيل لاتفهم لغة الفانون الدولي وتعتدي على شعب كامل قتلا وتدميرا وتشريدا ، فهو محق ايضا لان اسرائيل تفعل كل ذلك يوميا أمام نظر العالم وبصره وهي محميه ومحاطة بالرعايه الدوليه ، ولكن السؤال أليس هو نفسه ونظامه كان وقع في ذلك سلفا ؟ أليس هو ونظامه من أكثر الأنظمة إنتهاكا للفانون الدولي بحق شعبه قتلا وتدميرا ممنهجا وتشريدا للناس من بيوتهم وإختفاء ألوف منهم في السجون ؟ وبحق جيرانه أيضا إيذاءا وإعتداءا على حقوقهم وكراماتهم ؟ إذا فهو يطبق تماما ما تفعله اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وربما أكثر ، وهو أيضا يتمتع بالرعاية والحمايه من دول العالم التى تغض الطرف عن كل ما فعله في سوريه ولبنان لأنه يخدم مصالحها في تأمين الحماية لحدود إسرائيل .

أما إذا كان يقصد أن إسرائيل لا تفهم لغة الحريه والديموقراطيه وتبادل السلطه وحرية القضاء وحرية النشر والتعبير لأبناء شعبها ، فهو هنا مخطئ تماما لان إسرائيل سبقته أشواط كبيره في هذا المجال وهو ونظامه سبة في جبين المنطقه والعالم من حيث الفساد والبطش وإنتهاك الحريات والكرامات لشعبه ، الشعب الليهودي محترم في الارض المحتله ويأخذ كامل حقوقه ويملك حرية النشر والتعبيير ويتبادل سياسيوه السلطه بسلاسه وعندهم مرونه وإستقلال كبير للقضاء عن باقي السلطات ، وتتم مساءلة ومقاضاة كبار المسؤولين عن إرتكابهم أي مخالفه ، بعكس نظامه الفاشي الوحشي الذي لا يقيم أي وزن للحرية أو لحقوق مواطنيه .

إذا كان الرئيس المثقف الواعي المتنور ما زال يظن أنه عندما يتحدث الى وسائل الاعلام فإنه يفترض أصلا أن من يحدثهم مسلوبي الحريه والإراده كما هوحال السوريين ، أو انهم لا يعرفون حقيقته وحقيقة نظامه العفن فليسمح لنا لأنه مخطئ وغارق في الخطيئه ، كل كلامه مردود عليه ومرفوض لأنه في الحقيقه أكثر سوءا ولؤما من اليهود لسبب بسيط لأن اليهود عندما يحاصرون غزه ويقتلون أبناءها ويشردهوم فهم ينظرون إليهم على أنهم أعداء ، أما بشار الذي يسرق قوت شعبه ويجبرهم على العيش في ذل ومهانه ويحشر مثقفيهم ونشطاءهم في سجون مظلمة تحت الأرض ثم يخرج علينا من خلال قناة المنار أو غيرها ليوزع علينا كذبه ودجله ويفترض أن أماهه أناسا صما بكما لا يفقهون شيئا فهو بالتكيد واهم وقد أغلق بصره وبصيرته على الظلم إستغباء الناس وإتهامهم في تفكيرهم .

بشار مكشوف اليوم للشعب السوري والعالم كأثر ما يكون الإنكشاف والتعري : رجل يقود نظاما طائفيا مقيتا يحكم الناس بالقهر والظلم ومن خلال قوانين جائرة ظالمه فرضها بقوة الحديد والنار والسجون ولا يقيم أي قيمة لحرية الإنسان وكرامته ولا يقل سوءا بحال عن دولة إسرائيل الباغيه التى تسحق الشعب الفلسطيني وتجبره على العيش في المهاجر والشتات .

الديموقراطيه السودانيه والفاشيه السوريه
نتابع ما يجري في السودان من تحضيرات لإنتخابات تشريعيه ورئاسيه وما يرافقها من حملات دعايه أو مقاطعه من بعض الفئات المعارضه لطريقة الحكومه في إدارة العمليه والادعاءات بوجود تشوّهات في الاليه التى تعتمدها الحكومه السودانيه .
ومعروف أن تلك الإنتخابات تجري بعد 20 عاما من حكم البشير الذي جاء عقب إنقلاب عسكري مدعوم من الترابي والجهات الاسلاميه ، سرعان من تفتت التحالف المؤيد له وإنقلب الاصدقاء الى أعداء بعد أن فرقتهم حلاوة المقعد الرئاسي وسطوة المال والجاه والنفوذ مما شكل تجربة فاشلة أخرى للاسف للحركات الإسلاميه المعاصره .
ما يهمنا هنا أنه بالرغم من كل الحروب والصراعات الداميه التى حصلت في السودان خلال العقدين الماضيين ، فإن الجميع مسموح له بالمشاركه او المقاطعه حسب القرار الخاص لكل فئه او مكّون من تلك المكونات السودانيه ، وحصلت مصالحه كبيره بين الجنوبيين المسيحيين والشماليين المسلمين ، وكذلك بين المسلمين من إقليم دارفور والحكومه التى يتزعمها البشير ، بالرغم من الدماء التى أريقت على أرض دارفور بين الطرفين .
مجال المقارنه هنا بين موقف النظام السوداني الذي إكتفى ب 20 عاما من التفرد بالسلطه وها هو اليوم يسمح للجميع أولا بالعيش في أرضهم بالرغم من مخالفة الكثيرين له ، ثم يسمح لأحزابهم وكياناتهم بالمشاركه بالدعايه والاعلام قبل الانتخابات بغض النظر عن رأي البعض في طريقة تنظيمها ، بينما الفاشيون السوريون من الطائفيين المتلبسين بلباس البعث يمنعون ألوف السوريين حتى من مجرد العيش في وطنهم بحريه لانهم يخالفون البعثيين والطائفيين الفاشيين في أسلوبهم البشع في إدارة الحياة في سوريه ،واكثر من هذا فهم يقمعون بشده أي تيار جديد يفكر مجرد تفكير بما يحصل في سوريه من مآسي ، وقد كان من ضحايا هذا القمع الرهيب لفئات المجتمع من إسلاميين ويساريين وقوى المجتمع المدني والأكراد والجميع بلا أي إستثناء ، بمعنى أنه مجرد أن تعارض النظام فهو أمر خطير غير مسموح به أبدا بغض النظر عن خلفيتك الفكريه .
هل كنّا نتخيّل أن تقع الإنتخابات الحاليه في السودان لو كان لديهم طائفه قليله من الشعب تخالف أغلبيته بالعقيده وتحكمه من خلال السجون والزنازين والإعتقال وتمنع أي نوع من النشاط الاجتماعي او الحراك اذا كان يهدد بأي شكل سلطتهم المطلقه وهيمنتهم الامتناهيه على نواحي الحياة السياسيه والاقتصاديه .
لو كان البشير من الطائفه العلويه أو ما يشابهها من الفرق المنحرفه الضاله ، هل كنا نتخيّل أن يسمح للترابي أن يبقى خارج السجن فضلا عن أن يسمح له بالمشاركه الحزبيه في الانتخابات ؟ بالطبع الجواب لا .
لو كان البشير علويا هل سيسمح بالصلح من معارضيه من المسيحيين الجنوبيين او سكان دار فور ؟ بالطبع لا .
لو كان البشير علويا هل كان سيسمح لحزب الأمه وغيره من الاحزاب بالوجود والمشاركه والتفاعل في الانتخابات ؟ بالطبع لا .
لو كان البشير طويلا مثل الزرافه ، هل سيسمح لغيره من قصار القامه بالعيش في الوطن لو أنهم تفوّهوا بكلمة واحده ضده وضد نظامه الزرافي؟ بالطبع لا .
لا يوجد في المنطقه العربيه نظام واحد يشابه في عنصريته وحقده النظام السوري الذي يحقد على كل فئات الشعب غير الراضيه عليه ، وهو النظام الوحيد الذي تقوده طائفه من الاقليه في البلد ، وهو الوحيد في كونه الاشد بطشا والاشد ظلما وتنكيلا بمواطنيه من كل الفئات ، وهو من بين القله في العالم الاكثر فسادا وسكوتا على الفساد.
تلك هي بعض الفروق بين ما نعانيه في سوريه من عسف وجور وقع تحت سطوته الجميع ولم ينج منه أحد وآخر ضحاياه اليوم كل من ينتسب الى الفكر السلفي الاسلامي .
علي الاحمد

الحناوي والقدسي والكزبري أسماء نحنّ إليها
في برنامج شاهد على العصر الذي تبثه قناة الجزيره ويقدمه الاعلامي المصري أحمد منصور ، نتابع على مدى حلقاته جزءا مهما من تاريخ سوريه الحديث وما هي المقدمات التى سبقت يوم 8 اذار الاسود عام 1963 ، اليوم الذي جلب الشؤم والذل والعار الى سوريه الارض والتاريخ والانسان.
وفي سياق السرد التاريخي للاحداث التى أ دت الى إنفصال سوريه عن مصر من خلال إنقلاب السيد النحلاوي ، تتردد على المسامع كلمات وأسماء سورية إندثرت وإنمحت ولم يعد أحد يسمع بها بعد أن طواها الزمن : النحلاوي والبزري والعظم والقدسي والسراج …. وغيرهم من أبناء الطائفة السنية في سوريه الذين كان لهم صولة وجولة في الستينات قبل أن يصل الى سدة الحكم الطائفي العلوي حافظ الاسد ويجلب معه لنا أبناء الجبال ورعاة الابقار والماعز الذين أذاقوا الشعب السوري مر الهوان وأذلوا كبرياءه في السجون والمنافي : أسماء لم نكن نعرفها ولا نسمع بها : خلوف ومخلوف وخليفان ونعيسه والخيّر الذي لم يسمع بالخير ولم يعرفه وبختيان الفارسي الايراني وغيرهم من الاسماء والكنى يساندها ويعاضدها مع أشد الاسف أسماء حورانيه قبلت أن تمد يدها للطغاة من أمثال المقداد والشرع وغيرهم يضاف إليهم طبعا طلاس ومن يلوذ بحماه وكنفه .
وبالرغم من كل ما قيل ويقال عن أخطاء وهفوات ضباط الجيش السوري من أبناء السنه في الستينات وتطاحنهم وعدم تعاونهم مما مهد لزحف العلويين ، مهما قيل عنهم فإنهم يظلون رحماء لطفاء وأرقاء إذا ما قورنوا بالحقد واللؤم والغيظ الذي حمله لنا أبناء الاسد ومخلوف وأبناء الجبل رعاة الابقار الذين لم يكونوا يعرفوا ما هي الحضاره او المدنيه حتى ساقهم حافظ أسد ومحمد عمران وصلاح جديد سوقا الى وحدات الجيش في غفلة أو سكرة من المرحوم أمين الحافظ ورفاقه البعثيين الذين عوّلوا على فقرهم وضعفهم وتخلفهم وإعتمدوا عليهم ليوازنوا الكفة وينافسوا إخوتهم من أبناء دمشق وحمص وحماه من الضباط السنه ولم يكونوا يدركوا مدى السم الذي يكتنف قلوب أبناء الجبل ورعاة الابقار ضد سوريه كلها أرضا وشعبا وإنسانا وحضارة ، لم يكن يخطر ببال أمين الحافظ أن يكون حافظ أسد وعمران يحملون كل ذلك الكم من الحقد على حماه وحلب وجسر الشغور فقدموهم وتحالفوا معهم في وجه إخوانهم الحمويين والدمشقيين فكانت غلطة العمر التى كلفت سوريه لحد الان أنهارا من الدماء .
يا ليتنا بقينا نعيش الانقلابات وفترة عدم الاستقرار التى سادت في الخمسينات والستينات ، على الاقل كنا ضمنّا أن نبقى أحياء وأن نبقى في الوطن ولا يجبرنا رعاة البقر على العيش في منافي الارض ، على الاقل كنا حجبنا عنهم فرصة تدمير حماه وسحق حلب وجسر الشغور ، على الاقل كنا بقينا مثل بقية أمم الارض نتطاحن ونتصالح تحت قبة البرلمان وليس من خلال الدبابات التى تدمر المدن فوق رؤوس أبنائها ، على الاقل كان بقى الجيش على الجبهه ولم ينزل الى الازقة والحارات .
لقد أثار فينا السيد النحلاوي آهات وآهات ، ذكّرنا كيف كان الشعب ينتخب قيادته بحريه ويذهب نوابه الى البرلمان بحريه ، ولا يطلب منهم أن يصفقوا كلما عطست الزرافة البشريه أو تنخمت عليهم أو كلما سجنت واحدا منهم ، ذكّرنا بعد أكثر من أربعين عاما كيف كنا بشرا مثل البشر لنا كرامه ولنا حريه ولنا قيمه ، لدينا شيء أسمه برلمان ، ورئيس جمهويه منّا يحس بألمنا ويحترم خصوصيتنا ، وليس علجا علويا ساقطا جاء من وراء سرب الابقار ليقود أمة عريقة مثل الشعب السوري ، ليقوده من خلال السوط الذي تعلم أن يضرب به الابقار لكي لا تتزاحم في المرعى حول كيس العلف ، اليوم نعيش بلا حريه ولا كرامه ولا قيمة للانسان الا بقدر ما يصفق للطاغيه ويسبح بحمده ويسجد له .
تحس من كلمات النحلاوي أنه مخلص لوطنه ويحب أهله ويحرص على مصلحتهم لذلك فإنه عندما رأى الفساد والفوضى وسوء الاداره من المصريين بقيادة عبد الناصر ، لم يصبر دهرا بل خطط ونفذ وغيّر الاوضاع لما فيه مصلحة الشعب السوري ، عندما يتكلم تحس كم هو الفرق بينه وبين الزرافه بن حافظ الاسد الذي يحمل لغالبية الشعب من أبناء السنه كل الحقد واللؤم بينما يخرّ ساجدا أمام حسن نصر الله الشيعي اللبناني او أحمدي نجاد الفارسي الصفوي ، تحس الفرق بين أخيك وإبن جلدتك وبين عدوك الحاقد عليك وعلى إبنك وحفيدك ويعتبرك عدوه الاول ، عندما تسمعه ترى الفرق بين أبناء الستينات من السوريين المخلصين الباكين على حرمة بلدهم وبين العلويين الدخلاء الذين أتونا من على دبابات البعثثين الحمقى العميان الذين لم يكونوا يعرفون كم هو الغل الذي يغلي في قلوب وعقول رعاة البقر العلويين .
يجب أن يعي أبناء هذا الجيل كل كلمة وكل تصرف حصل ومهّد لقدوم العلويين الى السلطه ، يجب أن نستفيد من أخطاء من سبقونا ، يجب أن نعرف حقيقة المرض والداء بين أبناء السنه : المناطقيه الضيقه …. حموي حلبي حمصي … يجب أن نعرف من هو عدونا … عودنا الاول ليس إسرائيل وإنما عائلة حافظ أسد ومخلوف والدائره الحاكمه وليس جميع أبناء الطائفه العلويه ، يجب أن نعرف بالتحديد ما هي أخطاء أكرم الحوراني وأمين الحافظ وغيرهم من الضباط الذين مهّدوا بتصرفاتهم لقدوم حافظ أسد ومحمد عمران …. يجب أن نفهم ما حصل بالدقة الكافيه ويجب أن نعمل جميعا على تلافي ذلك في المستقبل ، يجب أن يخرج الحلبي من حلبيته الضيقه والشامي من شاميته الضيقه والحموي كذلك ، ويعرف ما يمكن أن يسببه ذلك التقوقع الضيق وكم هو الثمن الذي دفعناه من أب

وليد جنبلاط ما بين الفك والارتباط
صحيح أننا كنا كسوريين معارضين لنظام بشار الاسد ، كنا نطرب لهجائيات وليد جنبلاط وهو يسطرها من على شاشات التلفاز ضد بشار وأزلامه وحاشيته خاصة بعد التحول الكبير الذي حصل في لبنان أوائل عام 2005 عقب إغتيال المرحوم رفيق الحريري ، وكنا نعتبر تلك المواقف التى كان يطلقها هو وعدد كبير من زعماء 14 اذار ، إنما هي إنتصار خارجي للمقهورين والمظلومين في سوريه ، وكنا نحس بأن كل ما قلناه ونقوله عن بشار ونظامه حق وصدق لان دائرة إنكشافه وإنفضاحه تكبر كل يوم ، ولكن اليوم وبعد تغير الظروف والتحول الذي طرأ على الساحه الاقليميه بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص ، حيث قام السيد سعد الحريري بزياره الى دمشق وهي المتهم الرئيسي بقتل والده ، وبعد ما يشبه الاعتذار الذي قدمه السيد وليد جنبلاط تمهيدا لعودته المرتقبه الى أحضان بشار ، بعد كل ذلك هل مطلوب منا نحن السوريين أن نحزن أو نغضب من مواقف جنبلاط وسرعة الفك والارتباط لديه ؟
في رأيي البسيط أنه لا يجب علينا أن نحزن أو نغضب منه لانه أولا وأخيرا يخضع لقوانين القوه والبطش ويده في النار كما يقال حيث أزلام سوريه في لبنان من حزب الله وغيرهم سببوا له الكثير من العداء والاشكالات المختلفه ، وهو مثل غيره من الزعماء الذين يحسبون مواقع وضع أقدامهم ، وقد غيّر قبله وبدّل الكثير من مواقفهم وخاصة التحول الكبير من ميشيل عون الذي سبقه بأشواط الى الحضن السوري . ثانيا فان عداء جنبلاط لبشار لا ينبع من موقف عقدي أيديولوجي إنما السبب الرئيسي ربما كان إعتبار جنبلاط أن النظام الاسدي هو المسؤول عن قتل والده المرحوم كمال جنبلاط ، وكان يأمل برؤية اليوم الذي يحاكم فيه قتلة أبيه بعد اغتيال الحريري ولكن يبدو أن حساباته لم تتوافق مع الواقع .
والعامل الاخر الذي ربما يبرر له ذلك التحول هو أن الوضع العالمي الدولي قد إنفرج وخفت الضغوط والحصار الذي تم فرضه على نظام بشار بعد حادثة إغتيال السيد الحريري ، حيث إستقبلت السعوديه وفرنسه بشار الاسد ، وقد ظهر بوضوح مدى حرص النظام العالمي الحالي على بقاء الاطار الامني الذي يوفره نظام بشار لاسرائيل ، وظهر بجلاء ما يمكن أن يحدث من فوضى وإنفلات لو حصل في سوريه ما يشبه ما حصل في العراق ، ولكون سوريه على حدود اسرائيل فإن أي مخاطره غير مسموح بها لان أمن إسرائيل ركن أساسي من أركان السياسه الامريكيه ، وليس هناك في الوقت الحاضر أفضل من بشار ليؤمن تلك الحمايه والامن لاسرائيل ، لذلك فان إدراك جنبلاط لتلك الحقيقه ساعدت وسهلت عودته الى الحضن الاسدي مرغما وليس بإرادته .
جنبلاط يعيش في منطقة خطره يسود فيها قانون الغاب الذي سنه البعثيون قبل أكثر من أربعين عاما وإستغله الطائفيون في سوريه أبشع إستغلال ليقرضوا الواقع الحالي بالحديد والنار وبألاف الضحايا الذين سقطوا في سوريه ولبنان على أيدي القوات السوريه ، وهو يعرف حقيقة الحلف الطائفي الذي أقامه بشار مع حزب الله وايران ، ويعرف كيف تتم السيطره على الشعب السوري من خلال القهر والقمع والارهاب ، ويعرف حالات التشيع التى يقوم بها نظام بشار ، ويدرك السبب الذي دفع شخصا مثل سعد الحريري لزيارة دمشق بالرغم من كل ما حصل ، ويدرك الواقع على الارض حيث تغلق الحدود السوريه في وجه الشاحنات التى يقودها أفراد غير موالين للمعارضه اللبنانيه التابعه بشكل تلقائي للامن السوري ، جنبلاط يدرك مدى اللؤم والحنق الذي يغمر قلوب الطائفيين في سوريه تجاه كل من يخالف حلفهم العقدي القائم على برك من الدماء التى أراقوها في كل مكان من سوريه ولبنان .
جنبلاط يعرف حقيقة بشار ونظامه وما هي الدعائم التى يقوم عليها حيث تحوي كل شيء ما عدا اي شيء عن الاخلاق او القيم او القانون او الشيم العربيه او الاسلاميه التى يحترم حدودها الدنيا كل الانظمه في المنطقه ما عدا إستثناء واحد هو ذلك النظام الدموي في دمشق الذي يحج اليه جنبلاط رغما عنه وهو يرضخ لقوانين العسف والظلم والقهر التى تحيط به وترغمه على تجرع ذلك القرار.
لن يؤثر ذلك أبدا في نظرتنا ورؤيتنا لماهية وحقيقة نظام بشار المجرم . لو عاد جنبلاط وبعده العشرات وإنضووا والتحقوا بركب بشار فإن ذلك لن يؤثر شعرة واحده في رؤيتنا وتقييمنا لذلك الحلف الشيطاني الطائفي القائم على الغدر والخداع واللصوصيه وإنتهاك الحرمات وأبسط حقوق الانسان ، ر بما إلتمسنا له ولغيره الاعذار ولكن ذلك يعزز كل ما قلناه ونقوله عن تلك الزمره التى تتحكم برقاب العباد في سوريه وتهين جيرانها وتسيئ للتاريخ والجغرافيا والانسان .
علي الاحمد

نساء سوريه يتحدين الطغاة
كما هو حال الرجال السوريين على مدى عدة أجيال من عمر المحنة السوريه الحاليه مع نظام ال الاسد ، فان النساء السوريات اصبحن اكثر قدرة وجرأة على تحدي الظلم والطغيان البعثي ،فقد ظهر مؤخرا عدد من النسوه السوريات اللواتي وقفن بتحد واضح وبارز في وجه الالة القمعية البوليسية لنظام بشار الاسد الطائفي المتخفي تحت عباءه وسخه إسمها حزب البعث .
أسماؤهن صارت معروفه للجميع ، كانت أول من تحدى سلطات القمع السيده السوريه بشكل علني ركانه حمور التى وقفت في وجه طغيان القضاة وكشفت زيفهم وزورهم على أثر موقعة قضائيه بينها وبين إخوتها على ميراث والدهم ، تكشّف لها من خلالها كم هو سيئ وبشع أن يتحول القاضي الى سمسار يقضي لمن يدفع له أكثر ، ولم يعد له أي هيبة أو مكانة بين الناس . ثم تلتها السيده فداء الحوراني من خلال قيادتها لإعلان دمشق للتغيير الديموقراطي وما نتج عنه من إعتقال جماعي لجميع المشاركين بذلك الإعلان الشهير ، وقد نكّل بها الطغاة أيما تنكيل وأجبروا زوجها الفلسطيني على مغادرة سوريه وتفككت عائلتها بين الاب المنفي والام القابعة وراء القضبان في شموخ الرجال الذين سبقوها ورووا ردهات السجون والزنازين السوريه بدمائهم الطاهره في تدمر والمزه وصيدنايا وعدرا وكل مراكز العار التى أنشاها البعثيون الجبناء للحفاظ على كرسي الحكم الممزوج بالدماء الطاهره .
واليوم تلتحق بركب حرائر سوريه من النساء الفضليات ، تلتحق بهم شابة صغيره لم تبلغ العشرين من عمرها لتنضم الى قافلة الابطال الذين يقارعون البغي بالكلمه وبال سي دي والبروكسي ومن خلال عشرات البرامج التى تقاوم حجب المواقع المفروض من قبل عصابة بشار الاسد على الانترنت في سوريه بعد أن نجحت تلك العصابه في إقفال محطتين سوريتين معارضتين هما بردى وزنوبيا ، انها الشابه طل الملوحي .
وأخير وليس آخرا تلتحق بركب النساء المقاومات السوريات السيده سهير الاتاسي ، التى أنشأت موقعا خاصا للحوار والتفاعل مع السوريين داخل سوريه وخارجها على الانترنت ، اسمته منتدى الاتاسي تيمنا باسم والدها المرحوم جمال الاتاسي ، وردا غير مباشر على السلطة الباغيه التى أغلقت منتدى الاتاسي الحي في سوريه قبل سنوات بعد إستلام الاسد الزرافه للحكم بعد أبيه الهالك ، مما سبب إستدعاءها بشكل متكرر الى أحد مراكز العار المخابراتيه المنتشره أكثر من المستشفيات وأكثر من الجامعات وأكثر من المصانع ، لأنها بالنسبة لهم أهم من المدارس والمستشفيات لانها تحفظ لهم حكمهم الدموي على الارض السوريه .
النساء شقائق الرجال كما يقول المثل العربي ، ولئن وقف الرجال في كل المدن السوريه أمام الطغاة تلك الوقفات المشهوده وإبتسموا لحبال المشانق وقهروها بالتكبير والتهليل عندما كانت تنصب لهم كل أسبوع في سجن تدمر لتقطف العشرات من خيرة الشباب السوري ، فإن النساء السوريات لسن بأقل فداء وتضحية وإستعدادا للوقوف في وجه الجلاد المستبد ذو الخلقة الزرافيه الذي فرض نفسه علينا وريثا لحكم أبيه الهالك .
لن نستسلم للطغاة أبدا ،رجالا ونساءا وأطفالا وشيوخ ، وسيظل الجيل يتبع الجيل في البذل والعطاء والتضحية حتى تتحرر سوريه من ذلك الكابوس الجاثم على أرضها ، يهين الانسان وينتهك العرض ويسلب الخيرات ، لن نتراجع عن مواقفنا رجالا ونساءا وسنظل الشوكة التى تنغص عليهم حياتهم ، وسنظل بإبائنا وشموخنا ورفضنا لتلك العصابة الاثمه التى أخذتنا على حين غرة وغفلة منا لاننا لم نكن نتخيل كل ذلك الحقد الدفين ما زال يعتمل في قلوبهم تجاه أبناء وطنهم وجيرانهم ، كنا غافلين عنهم نظن فيهم بقية من خير وحفظ لحق الجوار وحق العيش المشترك ولكن هيهات ، فما بدر منهم خلال العقود الماضيه ذكرنا بكل أسلافهم الذين مروا على أمتنا ولكنهم ذهبوا الى أسوأ نقطة في تاريخ الشعوب ، الى نقطة خيانة الارض والعرض والانسان
سلمتم يا نساء سوريه الحرائر وأنتن تواجهن ذلك الطاغوت البشري الذي لا يرحم ، وأنتن توجهون جلاوذة آصف شوكت والبختيار وعلى مملوك وماهر الاسد وكل زبانية السلطة المجرمين المتشبعين من دماء الابرياء الاحرار في سوريه ، سلمتم وبوركتم على تلك الوقفة الشجاعة التى سيتبعكم بها الاف وملايين النساء في سوريه الصابره المرابطه ، وكان الله في عونكم وتاييدكم حتى ينبلج ذلك الصبح المنتظر .
علي الاحمد

أين هو البرادعي السوري

ردة الفعل الشعبيه الواسعه أمس في مطار القاهر التى رافقت عودة السيد محمد البرادعي الرئيس السابق لهيئة الطاقه الذريه العالميه ، تلك العوده التى إستقبلها عدد كبير من المصريين وخاصة المعارضين للنظام الحالي ، إستقبلوها بالفرحة والتاييد لما يرون فيه من أمل لهم في الإنتخابات القادمه ليخلصهم من كابوس مبارك الجاثم على رقابهم منذ عقود .

السؤال هنا ألا من برادعي سوري يعود الى أرض وطنه ويستقبله الناس بالفرح والود حتى لو كان في نيته أن ينافس الرئيس السوري الفذ الذي لم يجد التاريخ بمثيل له ؟ ولماذا لا يوجد في سوريه تلك الروح التى تسمح لمن يخالف النظام او يشكل تهديد ولو بسيط لسطوته ، لماذا لا توجد تلك الروح المتسامحه التى تسمح لابن البلد بالعوده الى وطنه مهما طال به الزمن ، وإنما يتحتم على السوري أن يعيش الحرمان من أبسط حقوقه حتى في العيش بين أهله .

والجواب حسب علمي هو أن البرادعي في مصر والنظام ليسا من طائفتين مختلفتين كما هو الحال في سوريه ، النظام المصري مهما قيل عن سوئه أو فساده فإنه لا يحمل ضغائن مسبقة عنصريه أو ذات طابع طائفي ضد من يخالفه أو يهدد سطوته . البرادعي ومبارك من نفس الشريحه الدينيه او الإجتماعيه بخلاف بشار الأسد الذي يختلف في تكوينه الطائفي عن معظم أبناء سوريه فهو ينظر إليهم بمنظار العدو وليس بمنظار بن البلد العائد الى وطنه ، لذلك فهو مستعد لفعل أي شيء لمنع أي شخص يهدد كيانه وسطوته وتحكمه في شؤوون الشعب السوري .

عقدة الطائفيه في سوريه تفسد كل شيء ، ومقياس السوء والحسن في سوريه هو مدى قرب الشخص أو بعده من توجهات الطائفه الحاكمه ومدى رضى سادتها عنه ، لذلك فان أي شخص سوري لا ترضى به الطائفه الحاكمه وقادتها لن يسمح له بأي نوع من أنواع التهديد لسلطة النظام وسيتم منعه وحجبه من جميع حقوقه حتى حقه في العيش بكرامه بين أهله .

سوريه تختلف عن محيطها العربي إختلافا كليا فهي الدوله الوحيده تقريبا التى يتحكم فيها أبناء الأقليه العلويه بمقاليد الأمور ، وهي الدوله الوحيده تقريبا التى يعاني فيها أبناء الطائفه السنيه من القهر والظلم والعدوان بينما جميع الدول الأخرى يتمتع بها أبناء السنه بحقوقهم كاملة من غير نقصان .

سوريه الدوله الوحيده التى توالي إيران وحزب الله بينما باقي الدول تتعامل بحذر وريبه من أطماع إيران وتحركاتها الإقليميه وخاصة في العراق ولبنان ، لذلك فسوريه بنظامها الحالي يمثل رأس حربه للتمدد الشيعي في المنطقه . وهي رأس الحربه في قمع أهل السنه والجماعه وكبت تطلعاتهم نحو التحرر من نير القمع والظلم الذي يعنانونه من النظام السوري الحالي .

عودة البرادعي تثبت أن الجميع في دول المنطقه لهم خطوط حمر لا يتخطونها في مجال حرمان شريحة من الشعب من أبسط حقوقها في العيش في الوطن ، وعودته تثبت كيف أن النظام السوري يمثل الاستثناء الوحيد في تمييزه بين مواطنيه ويمثل حالة متقدمة في البغي والظلم ضد ابناء شعبه .

علي الاحمد

الثامن من اذار … يوم الخزي والعار
في كل عام يحتفل البعثيون والطائفيون في سوريه بذكرى أليمه ، ذكرى إغتصابهم للسلطة في سوريه ومن ورائها إغتصاب الحريه والكرامه وما يمكن أن نسميه العيش الكريم في سوريه . تخرج المظاهرات القسريه التى يجبر فيها العامل والموظفون والطلاب على الخروج للشوارع لتخليد تلك الذكرى ، يحملون صور من أذلهم وأهانهم وسحق كبرياءهم ، ليس صوره فقط ولكن صور أبيه وإبنه الاخر الذي سبقه الى سوء المثوى والمصير .
سبعة وأربعون عاما مرت على سوريه ، تتأخر كل يوم عن ركب الأمم المتحضره حتى صارت في أخره نقطة من ذيلها ، تسرق خيراتها كل يوم ، وتنتهك كرامات وحرمات أبنائها كل يوم ،ويعتدي الأثمون على شبابها كل يوم في مرافق الحياة ، ألوف كثيره دخلت السجون وقضت نحبها فيها تحت التعذيب والإذلال ، ألوف اخرى أجبرها الطغاة على الرحيل الى أصقاع الارض طلبا للأمن أو للقمة العيش التى عزّت عليهم في وطنهم لأن البغاة وأبناءهم وأحفادهم وذراريهم سرقوها من فم مستحقيها ، آلاف الثكالى والأرامل ومئات ألاف المقهورين والصامتين وملايين من السوريين في أتون المحنه منذ ذلك اليوم الأسود .
نصف قرن يوشك أن يكتمل علينا ونحن في الحال الكئيب المريب الخانق القاتل ، وكل جيل يأتي يدفع ثمن حياته من كرامته وخبزه وألمه وعرقه ، يدفعها لعائلة الأسد ومخلوف وبقية الأسماء الشائنه من عوائل الطائفة المسخ التى تسومنا سوء الألم والعذاب ، نصف قرن لم تشف غلهم المتعطش للإنتقام منا ، من أبي بكر وعمر وصلاح الدين وقطز الذين عرفوا ضلالهم وجازوهم بما يستحونه ، ولكننا اليوم ندفع ثمن كل تلك القرون الخوالي ، ندفع أثمان وقعة صفين وكربلاء ومؤامرات عبد الله بن سبأ اليهودي ، ندفعها للقرامطة الجدد والحشاشين الجدد وأبناء العلقمي الجدد ، بشار الأسد وزمرته الحاكمة في عاصمة بني أميه .
أي مصير أسود ينتظر هذا الشعب المسكين وهو ينظر الى أبنائه وبناته داخل سوريه يساقون الى السجون كل يوم ، بينما يعتمل حقد الطائفيين على من هم في المنفى بالقهر والإبتزاز في السفارات من أجل الحصول على جواز سفر أو عقد زواج ، أما الملايين من الصامتين الخائفين فهم يعيشون الفقر والحرمان والجوع وتنتشر العشوائيات في كل مكان حول دمشق ، في نفس الوقت الذي تنتشر فيه الملاهي الليليه والحانات لكبار ضباط الجيش والشرطه الذين ينفذون أوامر الجلاد في النهار ، ويمارسون الفحش في الليل مع مومساتهم وضحاياهم .
كم علينا أن ندفع من عرق ودم ودموع لنرى يوم الخلاص ويوم الفجر القادم إلينا من بعيد ؟ كم على أمهاتنا أن يصبرن وأن يبكين قبل أن تكتحل عيونهن برؤية أبنائهن المهجرين والمفقودين ؟ كم من الأباء سيموتون قبل أن يعرفوا أين دفن أبناؤهم في صحاري تدمر وحماه وجسر الشغور وسرمدا والمشارقه في حلب ؟ وكم من الأموال سينهب مخلوف وخلوف من خيرات سوريه قبل أن ياتي ذلك اليوم الذي نموت الف مره قبل أن نراه ؟ وكم من الأجيال سوف تتقلب على الجمر قبل أن تراه ؟
الثامن من آذار! يا ليتنا إستطعنا أن نمحوك من تعداد الشهور والايام ، لو كنت مثلا التاسع والعشرين من شباط بحيث لا تأتينا الا كل 20 سنة مره ، لو كنت يوما يمكن أن يلغى من ذاكرة الزمن ويشطب من تعداد الأيام والسنين ، لو كنت لم تاتينا بما أتيتنا به من شؤم وعار .
علي الاحمد